الأمم المتحدة تحذر من انتهاكات في الخرطوم وتؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين

أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) متابعته عن كثب التطورات في العاصمة السودانية الخرطوم، في ظل التحولات الأخيرة في السيطرة الميدانية داخل المدينة، منوهاً إلى تلقيه تقارير مقلقة حول أعمال انتقامية ترتكبها جماعات مسلحة ضد المدنيين، مشددا على أن حماية السكان تظل أولوية قصوى.

وجدد المكتب، في بيان له الخميس، تأكيده على ضرورة امتثال جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، مشيراً إلى أهمية التحقيق في الانتهاكات الجسيمة ومحاسبة مرتكبيها، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وصول مساعدات إنسانية إلى الخرطوم 

وذكر البيان أنه رغم التحديات الأمنية، تمكنت منظمات الإغاثة من إيصال مساعدات حيوية لبعض المناطق المتضررة، وأعلن برنامج الأغذية العالمي عن توزيع 1200 طن متري من المساعدات الغذائية والتغذوية، ما أسهم في دعم نحو 100,000 شخص في منطقتي بحري وأم درمان بولاية الخرطوم، وأوضح البرنامج أن هذه القافلة هي الأولى التي تصل إلى هذه المناطق منذ تصاعد الأعمال العدائية الأخيرة.

عودة آلاف النازحين 

وفي سياق متصل، أفادت المنظمة الدولية للهجرة بأن نحو 400,000 نازح داخلي عادوا مؤخرًا إلى مدنهم وقراهم الأصلية في ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهونها، خاصة في ظل شح الخدمات الأساسية من مأوى وغذاء ورعاية صحية.

تفاقم النزوح في ظل تصاعد العنف

من ناحية أخرى، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من ازدياد حالات النزوح في ولايتي شمال دارفور والنيل الأبيض، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية في هاتين المنطقتين، وأكد المكتب الحاجة الملحة إلى تعزيز الاستجابة الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر تضرراً، وسط استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد.

منذ اندلاع المعارك في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تفاقمت الأزمة، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف، وتشريد أكثر من 14 مليون سوداني، بينهم مليون لاجئ إلى الدول المجاورة، خاصة مصر وتشاد، ورغم الوساطات الدولية والاتفاقيات المتكررة لوقف إطلاق النار، فإنها سرعان ما تنهار، مما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.